الإهلاك

تعريف الاهلاك

عادة ماترتبط كلمة الاهلاك بالأصول الثابتة بإستثناء الأراضي، حيث يجب قياس هذه الأصول وإظهار قيمتها بالصافي في قائمة المركز المالي وذلك وفقا لتكلفتها التاريخية بعد تعديلها بالنقص الذى لحق بالأصل نتيجة إستخدامة، أو التقادم، أو نتيجة ظروف أخرى، وهذا النقص الذي يلحق بالأصل خلال فترة معينة هو ما يعبر عنه محاسبيا بالإهلاك.
لذلك يُعرف الاهلاك على أنه عملية توزيع تكلفة الأصل على سنوات عمره الإنتاجي بهدف تحديد النقص الذى لحق بالأصل كل فترة محاسبية نتيجة مجموعة من العوامل سواء كانت هذه العوامل ذاتية ” مرتبطة بذات الأصل كالاستخدام والصيانة ” وأخرى غير ذاتية “أي غير متعلقة بذات الأصل كالتقادم ومضي المدة.

الاهلاك وأنواعه

يحدث الإهلاك نتيجة العديد من العوامل منها ماهو ذاتى ومنها ماهو غير ذاتى . فمسببات الإهلاك الذاتية تنتج عن عوامل داخلية تتعلق بالأصل نفسه مثل التآكل التدريجى الذى يصيب الأصل بسبب استعماله فى عمليات المشروع، وطريقة صيانة الأصل والعناية به، وهذه المسببات تؤثر على معدلات إهلاك الأصل بدرجة كبيرة.
أما مسببات الإهلاك غير الذاتية فتنتج عن عوامل لا تتعلق بالأصل نفسه ومن أهمها التقادم ومضى المدة. فالتقادم يعنى ظهور مخترعات جديدة ذات كفاءة إنتاجية عالية تجعل من المستحيل الاستمرار فى الإنتاج باستخدام الأصل الحالي “حيث يكون من الأوفر لهم إحلال الأصل الجديد محل الأصل القديم”.
وتتمثل انواع الإهلاك فى: إهلاكات مرتبطة بالأصول الثابتة مثل إهلاكات الآلات والمعدات، و إهلاكات المبانى والإنشاءات، وإهلاكات الأثاثات والتجهيزات، وإهلاكات الأجهزة الكهربية وإهلاكات الأجهزة المكتبية، وإهلاكات وسائل النقل والإنتقال …إلخ
و أيضا هناك مجموعة من الإهلاكات الأخرى مثل إهلاك مصروفات التأسيس، وإهلاك المصروفات السابقة على بدء النشاط، وإهلاك النفقات الإيرادية المؤجلة.

إهلاك الأصول الثابتة

عندما تحصل المنشأة على الأصل الثابت، فيتم إثباته بتكلفته التاريخية، وهذه التكلفة تعد بمثابة مستودع من الخدمات المستقبلية المتوقعة من الأصل فهي تكلفة غير مستنفدة للخدمات المتوقعة من الأصل. وعند تحميل الفترة المحاسبية بما يخصها من استهلاك الأصل فإنها تمثل جزء من تكلفة الأصل المستنفذة في سبيل الحصول على الإيراد تطبيقاً لمبدأ مقابلة الإيرادات بالمصروفات.
فيمثل الإهلاك توزيع لتكلفة الأصل الثابت على السنوات المستفيدة من خدماته وهو الذي يجعله مصروفاً واجب التحميل على إيرادات الفترة المستفيدة من خدمات هذا الأصل تطبيقاً لمبدأ المقابلة. أما مجمع الإهلاك فهو لا يخرج عن كونه رصيداً مقابلاً للأصل الثابت ويمثل الجزء المستنفذ من تكلفة الأصل خلال الفترات التي استخدمه فيها .

قيد الإهلاك

عند معالجة الإهلاك محاسبيا نجعل ح/ الإهلاك مديناً وح/ الآلة دائناً بقيمة الإهلاك، ثم بعد ذلك يقفل ح/ الإهلاك في نهاية كل سنة مالية في ح/ أ.خ أو ح/ التشغيل إذا كان مفتوحاً بالقيد التالي :
من ح/ الإهلاك

إلى ح/ الآلة
من ح/ الأرباح والخسائر أو من ح/ التشغيل
إلى ح/ الإهلاك
وعادة مايطرح الإهلاك من قيمة الأصل طرحاً شكلياً في قائمة المركز المالي في نهاية السنة المالية.
أما إذا كانت المنشأه تستخدم طريقة مخصص الإهلاك وهي الطريقة الأكثر قبولاً وشيوعاً بين المحاسبين الممارسين. فإننا نقوم بترحيل قيمة قسط الإهلاك سنوياً إلى ح/ أ.خ بالقيد التالي:
من ح/  الأرباح والخسائر
إلى ح/ مخصص الإهلاك

طرق الاهلاك 

من الناحية المحاسبية يجب توزيع تكلفة الأصل القابل للإهلاك بطريقة منطقية ومنظمة بين الفترات المستفيدة من خدماته وذلك من خلال الإستعانة بالطرق المحاسبية المختلفة منها مايلى:
طريقة القسط الثابت: وهي الطريقه الأكثر شيوعاً وتقوم على افتراض أن الاستهلاك دالة للزمن فيكون قسط استهلاك الأصل ثابتاً ومتساوياً عبر الفترات الزمنية للعمر الإنتاجي للأصل.
طريقه القسط المتناقص: حيث يتم تحميل الفترات الأولى من استخدام الأصل الثابت بأقساط إهلاك مرتفعة مقارنة مع تلك المحملة على الفترات الأخيرة من استخدامه بافتراض أن الخدمات التي يقدمها الأصل في السنوات الأولى من عمره الإنتاجي تكون أكبر من المقدمة في السنوات الأخيرة.
طريقة النشاط أو الوحدات المنتجة: تقوم هذه الطريقة على فرض أن قيمة الاستهلاك تعتمد على الطاقة الإنتاجية للأصل بدلاً من مضي الفترة الزمنية فيتم قياس العمر الإنتاجي للأصل على أساس عدد وحدات الإنتاج أو عدد ساعات التشغيل المتوقع إنتاجها خلال عمر الأصل إذا أمكن قياس المخرجات أو الاعتماد على قياس المدخلات للعملية الإنتاجية .
طريقة مجموع أرقام سنوات العمر الإنتاجي: تقوم هذه الطريقه بتحميل السنوات الأولى من عمر الأصل باستهلاك مرتفع نسبياً عن الاستهلاك المحمل على السنوات الأخيرة فالنسبة التي يحسب على أساسها الاستهلاك في كل فترة تُحسب على عدد السنوات المتبقية من عمر الأصل في بداية العام.

طرق  حساب الإهلاك
يمكن استخدام طرق متعددة للإهلاك لتوزيع القيمة القابلة للإهلاك لأصل على أساس منتظم على مدار العمر الإنتاجى المقدر لذلك الأصل. وتتضمن هذه الطرق طريقة القسط الثابت ، طريقة القسط المتناقص، وطريقة وحدات الإنتاج. وينتج عن استخدام طريقة القسط الثابـت توزيع عبء ثابت للإهلاك على مدار العمر الإنتاجى المقدر  للأصل إذا لم تتغير القيمة التخريدية له. وينتج عن استخدام طريقة القسط المتناقص توزيع عبء متناقص للإهلاك على مدار العمر المقدر للاستفادة من الأصل. وينتج عن استخدام طريقة وحدات الإنتاج توزيع عبء الإهلاك على أساس الاستخدام المتوقع للأصل أو على ما هو متوقع من مخرجات. وتختار المنشأة أفضل طريقة إهلاك تعكس بشكل وثيق النمط المتوقع لاستهلاك المنافع الاقتصادية المستقبلية التى يتضمنها الأصل على أن تطبق تلك الطريقة بثبات من فترة إلى أخرى ما لم يحدث تغيير فى النمط المتوقع لاستهلاك تلك المنافع الاقتصادية المستقبلي.. وفيما يلى توضيح لكيفيه حساب مصروف الإهلاك السنوى بإستخدام طرق الإهلاك المختلفه.
بفرض أن شركة التوحيد تمتلك أله تكلفتها 120000 جنية وعمرها الإنتاجى 5 سنوات أو 100000 وحده إنتاج ومن المتوقع أن تبيع المؤسسه هذه الأله فى نهاية عمرها الإنتاجى ( قيمة الخردة )  بمبلغ قدرة 20000 جنيه. ويتوقع أن تنتج هذه الأله 5000 وحده فى عامها الأولى من التشغيل ، و 3000 فى عامها الثانى. فإذا قامت شركة التوحيد بحساب مصروف الإهلاك بالطرق المختلفه نجد أنه يكون كالأتى:
أولا: حساب الإهلاك السنوى بإستخدام طريقه القسط الثابت
الإهلاك السنوى = ( تكلفة الأصل – قيمة الخردة ) ÷ العمر الإنتاجي للأصل.
الإهلاك السنوى = ( 120000 – 20000 ) ÷ 5 = 20000 .

ثانيا: حساب الإهلاك السنوى بإستخدام طريقه القسط المتناقص

1. إهلاك السنة الأولى = ( تكلفة الأصل – مجمع الإهلاك ) × نسبة الإهلاك.

= ( 120000 – 0 )×(100% /5 )   = 48000

2. إهلاك السنة الثانية = ( تكلفة الأصل – مجمع الإهلاك ) × نسبة الإهلاك.

= ( 120000 – 48000 )× (100% /10 )
= 28800

ثالثا: حساب الإهلاك السنوى بإستخدام طريقه النشاط أو الوحدات المنتجة
إهلاك الوحده الواحده = ( تكلفة الأصل – قيمة الخردة ) ÷ عدد وحدات الإنتاج.
= ( 120000 – 20000 ) ÷ 100000 = 1جنية لكل وحده

1. إهلاك السنه الأولى = عدد الوحدات المنتجة فى السنه الأولى x معدل إهلاك الوحده الواحده.

= 5000  × 1  =  5000   جنيه.

2. إهلاك السنه الثانيه = عدد الوحدات المنتجة فى السنه الثانيه x معدل إهلاك الوحده الواحده.

= 3000  × 1 = 3000 جنيه.

كيفيه إهلاك الأصل بعد الصيانه

عند إهلاك الأصل بعد الصيانه ‘ يجب التميز بين نوعين من مصاريف الصيانه؛  فإذا كانت المصاريف  بغرض المحافظة على الاصل  والطاقة الانتاجية ، فإنها تحمل على مصروفات الفترة “حساب المصاريف  التشغيل”  وهذا المصروف لايدخل ضمن تكلفة الأصل بعد ذلك عند حساب الإهلاك فى السنوات التالية للصيانه.
أما إذا كانت المصاريف بغرض زيادة الطاقة الانتاجية, او زيادة عمر الاصل  فهي مصاريف راسمالية توزع على سنوات الاستفادة وتضاف على قيمة الاصل وتدخل ضمن حسابات الإهلاك فى السنوات التاليه للصيانه.

إهلاك الأصول خلال عملية التصنيع والإنتاج

عادة ماتقتني المنشأة أصولها الثابتة بهدف إستخدامها فى عملياتها التشغيلية والإنتاج، ونظرا لإستهلاك وإستنفاذ هذه الأصول فى العملية الإنتاجية فإن قيمتها تقل وتنقص مع إستمرار عملية الإنتاج وزيادته من فتره إلى أخرى. لذلك فإن كافة الأصول الثابتة التى تستخدم فى عملية التصنيع والإنتاج تٌهلك من فترة إلى أخرى ، وتختلف قيمة الإهلاك نتيجة لإختلاف الطريقة المستخدمة فى حساب الإهلاك.

علاقه إهلاك الأصول الثابتة بقائمة الدخل

يُعد مصروف الإهلاك أحد المصروفات الأساسيه داخل أي منشأة وخاصة المنشآت الصناعية، ويمثل هذا المصروف مقدار الجزء الذى تم إستهلاكه من الأصل نتيجة إستعماله، ويحمل هذا المصروف على أرباح الفترات التى أُستهلك فيها الأصل وتم إستعماله للمساهمة فى تحقيق إيرادات المنشأة. وبشكل عام يؤثر هذا المصروف قى قائمتى الدخل والمركز المالى؛ حيث يؤدى هذا المصروف إلى زيادة مصروفات المنشأة فى كل فترة محاسبية ومن ثم فهو يؤثر بأثر عكسي على أرباح الفترات المحاسبية وأيضا يؤدي إلى زيادة مجمع الإهلاك فى قائمة المركز المالي مما يؤدي إلى نقص القيمة الدفترية للأصول الثابتة.

نسب الاهلاك حسب المعايير الدولية

تقوم كل شركة بوضع نسب إهلاك لأصولها  حسب طبيعة الاصل و كفائته الإنتاجية و العمر الإنتاجي له و يؤخذ في هذا بطرق الإهلاك المعمول بها مثل القسط الثابت أو المتناقص و التي تحددها كل شركة حسب نوعية الأصول  التي تمتلكها. و عند الاسترشاد بمعايير المحاسبة الدولية الخاصة بالأصول الثابتة من معدات و ممتلكات وغيره فنجد أن نسب إهلاك المباني الثابتة خمسة بالمائة (5%) ، المباني الصناعية والزراعية المتنقلة 10%  ، المصانع والآلات والمكائن والأجهزة والبرمجيات (برامج الحاسوب ) والمعدات بما في ذلك سيارات الركوب والشحن 25% ، مصاريف المسح الجيولوجي والتنقيب والاستكشاف والأعمال التمهيدية لاستخراج الموارد الطبيعية وتطوير حقولها 20% ، جميع الأصول الأخرى الملموسة وغير الملموسة ذات الطبيعة المستهلكة غير المشمولة بالمجموعات السابقة كالأثاث والطائرات والسفن والقاطرات والشهرة 10%.

معالجة الإهلاك محاسبيا

تتطلب المعالجة المحاسبية لاستهلاك الأصول الثابتة ضرورة معالجة حساب قيمة الأصل عن الفترة المالية وبيان أثر ذلك على الدفاتر المحاسبية على الحسابات الختامية وقائمة المركز المالي. وبشكل عام هناك طريقيتين لمعالجة الإهلاك: الطريقه المباشره، والطريقة غير المباشرة.
ففى الطريقة المباشرة يتم تخفيض قيمة الأصل الدفترية بقيمة الإهلاك السنوي ويتم إثبات ذلك فى دفاتر المنشأة من خلال القيد التالى:
××         من حـ/ إهلاك الأصل
××                           الى حـ/ الأصل
أما الطريقة غير المباشرة (طريقة مجمع أو مخصص الإهلاك) :
يُترك فيها الأصل بقيمته التاريخية (تكلفة شراء الأصل لأول مرة) ونحمل إهلاك الأصل السنوي في حساب مجمع أو مخصص الإهلاك وهو إلتزامات متداولة بالنسبة للأصل الثابت محل الإهلاك، وحساب مجمع الاهلاك هو تجميع لإهلاك السنوات المالية لحياة الأصل. ويتم إثبات ذلك من خلال القيد التالى:
××     من حـ/ إهلاك الأصل
××            الى حـ/ مجمع أو مخصص إهلاك الأصل